قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء. فرنسا على موعد مع فرصة لإعادة علاقاتها مع المغرب للسكة الصحيحة

تمر العلاقات المغربية الفرنسية بحالة من الشك الناجم عن تباعد في وجهات النظر حول عديد الملفات بين الجانبين لاسيما نزاع الصحراء والذي من الممكن أن يُعكس على أرض الواقع جزئيا خلال مناقشات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء على الرغم من الإتفاق على كلاسيكية الموقف الفرنسي المرتبطة بالاصطفاف إلى جانب المملكة المغربية خلف الكواليس بالدرجة الأولى والتنصل وقتما شاءت ومن المنتظر أن تمر العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية بإمتحان جديد شهر أكتوبر الجاري إذ سيكون شهر مناقشات نزاع الصحراء محطة رئيسية تُجسد تحيين موقف فرنسا من النزاع وما إذا كان قابلا للتعديل في المستقبل القريب وذلك كعلاج لحالة النفور مع المغرب وتجاوبا مع التشديد الملكي على وجوب إعلان دعم وحدة المملكة المغربية الترابية دون وَجَلٍ وجهارا نهارا والاقتداء بالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا وإسرائيل وكذا إعادة العلاقات بين البلدين للسكة الصحيحة في ظل كون الملف حجر عثرة أمامهاومن الممكن أن تبعث فرنسا من خلال مناقشات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء خلال جلسة يوم الإثنين 30 أكتوبر بإشارات حول تعديل موقفها إزاء الصحراء من عدمه إذ تعد فرصة المناقشات مناسبة حقيقية لها لإبراز الطابع المغربي للصحراء خلال مداخلتها التي تتلو التصويت على قرار المجلس بخصوص الملف علما بأن باريس كانت قد اختارت الصمت وعدم التعليق خلال جلسة مجلس الأمن لاعتماد القرار السابق رقم 2654 المعتمد في أكتوبر 2022 وهو ما كان بمثابة تجسيد للبرود في علاقات باريس والرباط واعتبر ردة فعل فرنسية على ذلك تلاها مجموعة من ردود الفعل المغربية التي كرست تعثر العلاقات خاصة على مستوى التنسيق السياسي الإقليمي في ظل مرور فرنسا بوضع مزري على مستوى منطقة الساحل والصحراء جعل منها حائطا قصيرا لروسيا ويتفق الكل على أن الدعم الفرنسي للمغرب وسيادته على الصحراء مقتصر في الأساس على مناقشات مجلس الأمن خلف الكواليس من خلال دعم مشاريع ومسودات قرارات مجلس الأمن الدولي التي تصوغها الولايات المتحدة وكذا إقبارها لأي محاولة للتطاول على الوحدة الترابية للمغرب والإجهاز على أي توصية قد تدين المغرب بشهادة جبهة البوليساريو نفسها التي تستنكر في كل مناسبة الدعم الفرنسي للمغرب على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بيد أن هذا الدعم بات يصطدم بحزم المغرب فيما يخص التعاطي مع وحدته الترابية خاصة وأن الرباط بعثت برسائل واضحة لاستبيان الموقف الفرنسي والمجاهرة به وعدم اللعب على الحبلين واستلهام موقف علني يؤيد مغربية الصحراء ومن جانب آخر سيكون خطاب ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة في جلسة الثلاثين من شهر أكتوبر تحت مجهر المملكة المغربية إذ لا تنتظر الرباط خطابا مبني على وصف مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها جدية وذات مصداقية بل تنتظر موقفا صريحا ووصفا دقيقا للصحراء باعتبارها مغربية بعيدا عن الجمل الفضفاضة الرهينة بدعم جهود الأمم المتحدة وذلك تزامنا وموقف حكومي مؤسساتي تؤطره رسالة أو اتصال هاتفي من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بجلالة الملك محمد السادس لتأكيد الاعتراف بمغربية الصحراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى