
في اكتشاف صادم هزّ الأوساط العلمية والبيئية كشف فريق من الباحثين المغاربة أن الأسماك المستخرجة من خليج بيتويا شمال غرب إقليم الناظور تحتوي على تراكم خطير لعناصر سامة قد تشكل تهديدًا صامتًا لصحة المستهلكين خصوصًا الأطفال الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية المرموقة Marine Pollution Bulletin في يناير 2025 ركزت على ثلاثة أنواع تعد الأكثر استهلاكًا في المنطقة: السردين الأنشوفة والشرن لتكشف أن هذه الأصناف تحمل في أحشائها نسبًا مقلقة من الزرنيخ والكادميوم والزئبق والكروم وأن الكبد تحديدا هو العضو الأكثر تلوثًا بما يفوق العضلات والخياشيم بأضعاف ورغم أن النتائج أظهرت أن الاستهلاك اليومي لهذه الأسماك لا يشكل خطرًا فوريًا على البالغين إلا أن الوضع يختلف جذريًا بالنسبة للأطفال حيث سجلت تجاوزات خطيرة لمستويات الكادميوم والحديد إلى جانب مؤشرات واضحة على وجود خطر مرتبط بالزرنيخ غير العضوي في السردين والشرن هذه الأرقام تكشف عن احتمال إصابة الأطفال بمضاعفات تمس الكلى والدماغ والجهاز العصبي على المدى القصير فيما تشير الحسابات إلى أن الخطر الأكبر يكمن في التراكم طويل الأمد لهذه العناصر الأخطر من ذلك أن الدراسة أكدت تجاوز مؤشرات المخاطر السرطانية للحدود المقبولة دوليًا سواء بالنسبة للبالغين أو الأطفال ما يفتح الباب أمام احتمال موجة من الأمراض السرطانية الصامتة نتيجة الاستهلاك المتواصل لهذه الأسماك ومع غياب أنظمة فعالة للتطهير وتزايد التوسع العمراني والصناعي وبناء ميناء جديد في المنطقة أصبح خليج بيتويا أشبه بمصب للملوثات البحرية مما يحول ثروته السمكية من مصدر غذاء وحياة إلى تهديد حقيقي للأمن الصحي والاقتصادي هذا الاكتشاف الأول من نوعه في المنطقة يعد بمثابة جرس إنذار يستوجب التحرك العاجل قبل فوات الأوان إذ إن استمرار التلوث وتراكم العناصر السامة في الأسماك قد يقود إلى كارثة بيئية وصحية تمس ليس فقط سكان الناظور بل مستقبل الثروة البحرية الوطنية برمتها