![](https://asdaetaghier.com/wp-content/uploads/2022/05/جهة-طنجة-تطوان-الحسيمة.jpg)
سبق ان راج الحديث حول موضوع تنمية الشمال اننا عندما تناول كلمة العمل على تنمية هده الاقاليم الشمالية فاننا نعترف ضمنيا ان هده الاقاليم توجد الان في وضعية مزرية وهي فعلا توجد في حالة يرثى لها من التأخر والاهمال والفقر رغم انها تشكل الحدود الطبيعية للمغرب مع اوروبا ورغم تاريخها العريق في الدفاع عن استقلال البلاد ووحدة الوطن بغض النظر عن الاسباب السياسية والسوسيو اقتصادية التي ادت الى هده الوضعية فيجب علينا اتخاد موقف ايجابي والتحلي بنظرة تفاؤلية وروح من المسؤولية ان أي تنمية لابد وأن تعتمد على العنصر البشري فبدونه ليس هناك تنمية ولا يمكن ان تكون هناك تنمية هدف التنمية بالأساس هو العنصر البشري حيث تبتغي تحسين مستواه اقتصاديا اخلاقيا وثقافيا والاداة الاولى للتنمية هي العنصر البشري فلا يمكن ان يكون هناك عمل بدون اداة التنمية ادن هي للعنصر البشري وبالعنصر البشري فلابد ادن من الاهتمام اولا واساسا بالعنصر البشري الهدف والاداة لاي عمل تنموي فكيف يكون هدا الاهتمام ؟ اولا بالتكوين = فالتكوين هو العمود الفقري لأي عمل تنموي ونحن اذ نتكلم عن التكوين فلابد ان نتطرق الى مشكلة التعليم الذي يعاني من مشاكل كثيرة لا تخص شمال المغرب دون جنوبه مشكلة التعليم تكمن اساسا في عدم مواكبة التطور والتقدم التكنولوجي السريع وهو بذلك يقبع خارج حدود الاقتصاد الذي هو في حاجة ماسة الى عمال وتقنيين ومسيرين أكفاء فالعامل الأمي ولى زمنه فليس مطلوب من العامل ان يعرف القراءة والكتابة وانما مطلوب منه ان يتصرف بطريقة مبرمجة ففي حالة حصول عطب ما في الألة يجب عليه ان يشخص العطب ويتصرف بالطريقة الملائمة الحاجة ماسة ادن الى تقنيين ومهنيين اكفاء وهدا لايمكن ان يوفره لنا التعليم كما هو الحال في بلادنا وانما يوفره لنا تكوين مهني ممتاز وهنا يمكن بيت القصيد فالتعليم يجب ان يتطور الى تكوين مهني مهمته تكوين العمال والتقنيين والمسيرين الأكفاء ثانيا بتشجيع الشباب على انشاء المقاولات هناك عدد كبير من الاطر الشابة التي تخرجت من الجامعات والمدارس العليا في اوروبا والمغرب ولم تنجح في الحصول على عمل مناسب ويرجع هدا الى ان الاغلبية الساحقة من المتخرجين تتجه نحو العمل في الوظيفة العمومية والشبه العمومية وبديهيا لا يمكن للدولة ان توفر مناصب الشغل للجميع ان مصدر هدا المشكل هو انعدام ثقافة المقاولة لدى شبابنا وهدا راجع في الاصل الى اسس تربيتنا وتمدرسنا فالاغلبية الساحقة من شبابنا تربى في اسرته ومدرسته على ان أسمى ما يمكن ان يتمناه الانسان هو الوظيفة العمومية التي تضمن له العيش والمستقبل وهدا ادى بطبيعة الحال الى انعدام روح المقاولة والطموح لدى شبابنا فيجب تصحيح هدا المسار على المدى الطويل بمراجعة كل هده القيم والاسس في تربيتنا وفي برامج تعليمنا وتحبيب روح المقاولة لدى اطفالنا اما على المدى القصير فيجب تشجيع الشباب المتخرج من المعاهد والجامعات على انشاء مقاولاتهم بتنظيم دورات تدريبية في هدا الميدان فالافكار لدى شبابنا كثيرة ومهمة ولكن الأهم تطوير هده الافكار من افكار الى مشاريع قابلة للنحقيق ثالثا بايجاد وسائل التمويل لا يكفي ان تكون هناك افكار ومشاريع ولا يكفي ان تكون هناك ثقافة المقاولة وانما يجب ان تتوفر وسائل التمويل وفي هدا الاطار يمكن اعتبار البنوك وسيلة جيدة للتمويل الا ان البنوك المغربية بشكلها الحالي لا يمكن ان تقوم بهدا الدور كما يجب في منطقة الشمال فالبنوك المغربية تتسم بطابع البيروقراطية والمركزية فقرارات منح القروض تتخد في الدار البيضاء من طرف كوادر ليس لها ادنى علم بما يجري في هده المنطقة اضافة الى دلك كون البنوك بتركيباتها الحالية وطريقة معاملاتها لا تمنح القروض الا للأغنياء اي الذين لديهم ضمانات مادية ملموسة كالعقار فما هو الحل ادن بالنسبة للشباب المقاول الدي ليس له شيء من هدا ؟ الحل يكمن في نظري في انشاء بنك لتنمية شمال المغرب يكون مركزا في الشمال تساهم رأسماله كل من الدولة والقطاع الخاص والمنظمات الأوروبية ويمنحه ذا البنك القروض على أساس المشروع لا الضمانات ويساهم في تسيير المقاولات التي يمولها حرصا على الشفافية