مشروع إيواء الكلاب الضالة بمكناس بين الإنجاز وتساؤلات المجتمع

أعلنت جماعة مكناس عن إطلاق مشروع جديد لإيواء الكلاب الضالة بالتعاون مع جمعية متخصصة في الرفق بالحيوان خلال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي وأكد عباس لومغاري رئيس المجلس أن الجماعة تعتمد على مقاربة إنسانية تقوم على الإيواء والتلقيح والمعالجة مع منع القتل تماما مما يعكس احتراما لحقوق الحيوان وتماشيا مع القوانين الوطنية والدولية وأكد على أن المشروع يمتاز بإعداد الوعاء العقاري وجاهزيته للبناء والتنفيذ ويهدف إلى الحد من انتشار الكلاب الضالة وحماية الصحة العامة بوسائل مستدامة مما يعكس وعي الجماعة بأهمية الحلول البيئية والإنسانية في مواجهة هذه الظاهرة ومع أن هذه المبادرة محمودة وتصب في إطار التنمية المستدامة والمجتمع المدني إلا أن الرأي العام المحلي يطرح تساؤلات مهمة تتعلق بالأولوية والتوازن في معالجة قضايا الإيواء فبينما تخصص موارد واهتمام لإيواء الكلاب الضالة يتساءل المواطنون عن مصير الأطفال المتشردين في عدد من أركان المدينة وغيرها من الأحياء إضافة إلى المختلين عقليا في موسم الشتاء البارد الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة تستدعي تدخلا عاجلا ويكشف إعلان هذا المشروع وما يخلفه من انطباع لدى الرأي العام المحلي عن حالة من التوتر بين الإنجازات المحلية واحتياجات المجتمع الحقيقية حيث تنظر فئات واسعة إلى قضايا اجتماعية إنسانية أساسية ما زالت تنتظر حلولا أكثر إلحاحا وفعالية هذه التساؤلات تفتح باب النقاش حول الأهمية النسبية للمشاريع وضرورة تبني خطة شمولية تتكامل فيها جهود الرفق بالحيوان ودعم الفئات الاجتماعية الهشة مما يعزز التماسك الاجتماعي ويصب في مصلحة المدينة وساكنتها خلاصة القول مشروع إيواء الكلاب الضالة خطوة إيجابية في مسار البيئة والصحة العامة لكنه يحتاج إلى مقاربة متوازنة تأخذ بعين الاعتبار مطالب المجتمع الأكثر هشاشة لتصبح مكناس مدينة نموذجية في التضامن والإنسانية

م/ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى